[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رغم صغر سنها أصبحت نجمة يشار لها بالبنان، ونجحت في جذب الانتباه
والاستحواذ على إعجاب الكثيرين ليس كممثلة أو مغنية ولكن كمتطوعة في
الأعمال الخيرية والعمل المجتمعي.
إنها الصغيرة الرائعة ماري
مارجريت أونيل التي تبلغ من العمر 12 عاما فقط، لكنها تعد بحق نموذجا يحتذى
لكل الفتيات اللاتي في عمرها أو حتى الأكبر سنا. فقد أدركت هذه الفتاة
بذكائها أهمية الانغماس في العمل العام منذ نعومة أظفارها ولم تفكر في
توجيه جهدها هي فقط لهذا المجال، بل اتسع طموحها ليشمل جذب مجموعة من
الأطفال والمراهقين لمشاركتها حلمها وتعلم مساعدة الآخرين.
ماري
مارجريت أونيل قادت هذا الطريق وحملت المشعل لتضيء المسار لمن هم في مثل
عمرها، فأسست مؤسسة Kids Are Heros أو "الأطفال الأبطال" وهي مؤسسة خيرية
لا تهدف إلى الربح.
بدأ الأمر عندما كانت ماري مارجريت في التاسعة
من عمرها، ومن حبها ورفقها بالحيوانات طلبت من والدها أن يساعدها في تدشين
موقع إلكتروني تقوم من خلاله بتوعية الأطفال والكبار بأهمية رعاية هذه
المخلوقات الضعيفة والرفق بها وعدم إيذائها. ومن مساعدة الحيوانات تطور
الأمر إلى مساعدة الناس، حيث طورت ماري مارجريت الصغيرة من فكرتها وحولتها
من مجرد موقع إلكتروني إلى مؤسسة اجتماعية خيرية تهدف لاستقطاب الأطفال
والمراهقين وتعليمهم الاهتمام والاضطلاع بقضايا مجتمعية خيرية في سن مبكرة،
وتعريضهم لخبرات عملية إنسانية ترقى بتفكيرهم وتسمو بأرواحهم وحسهم
الإنساني.
واليوم أصبح أعضاء مؤسسة Kids Are Heros حوالي 240 طفلا
ومراهقا من جميع أنحاء العالم، فبعضهم من الولايات المتحدة الأمريكة
وإنجلترا وهناك أيضا متطوعون من إندونيسيا ودول أخرى عديدة. مثل هؤلاء
الأطفال الذين بدأوا عملهم الاجتماعي مبكرا وتعلموا كيفية تحمل المسئولية
والاهتمام برعاية الآخرين ومساعدتهم، سيصبح لهم بلا شك دور كبير في
مجتمعاتهم في المستقبل.
قد لا يمتلك أي منا قوة سحرية تتيح له تحسين
أوضاع العالم في ثانية، لكن جميعنا نمتلك بلا شك القدرة على العطاء، ولا
يتحجج أي منا بصغر سنه أو انشغاله بالدراسة أو صعوبة الاتصال والتعاون مع
آخرين من مناطق أو دول أخرى. لقد أصبح العالم قرية صغيرة وسهلت خدمة
الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر وغيرهما التواصل
بين الناس في أركان العالم المختلفة في أسرع وقت ممكن، كما أنه لدى كل منا
وقت فراغ قد يضيعه هباء في الانشغال بالألعاب الإلكترونية أو مشاهدة
التليفزيون دون أي استفادة حقيقية.
وعبر موقع مؤسسة الأطفال أبطال
أو Kids Are Heros تستقطب ماري مارجريت أونيل المزيد والمزيد من المتطوعين
كل يوم من خلال سردها على صفحات الموقع لتجارب ومشاركات الأعضاء الواقعية
المختلفة في مجال مساعدة الآخرين وتحويل حياتهم للأفضل، ويشمل ذلك زيارة
الملاجيء ومساعدة المسنين وتنظيف الشوارع وغيرها من المهام الإنسانية
السامية.
والرسالة الواضحة التي ترسلها مثل هذه المؤسسة هي: لا يهم
كم عمرك، وكم تملك من المال ومن تعرف من الأشخاص المرموقين في المجتمع.
فمهما كنت صغيرا وتنتمي لطبقة اجتماعية متوسطة يمكنك المساعدة في صنع عالم
أفضل لنا جميعا.
ويأتي هنا دور الآباء والأمهات في تربية أطفالهم
منذ البداية على الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وأن يدلوهم على
الطريق الصحيح الذي يجب عليهم اتباعه لمساعدة الآخرين من الفقراء أو
الضعفاء أو المرضى، وأن هذه المساعدة ليس شرطا أن تكون مادية، بل من المهم
أيضا أن يكون جزء منها بمد اليد وبذل المجهود.